"حمائم أخنوش".. مستشارات لـ"إطفاء حرائق" رئيس الحكومة دُفع بهن لتقلد مناصب حساسة في دواليب الدولة  

 "حمائم أخنوش".. مستشارات لـ"إطفاء حرائق" رئيس الحكومة دُفع بهن لتقلد مناصب حساسة في دواليب الدولة  
الصحيفة من الرباط
الأثنين 21 أكتوبر 2024 - 15:00

عيّن الملك محمد السادس، بتاريخ 18 أكتوبر الجاري، وفاء جمالي، المقربة من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، مديرة عامة للوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي ضمن مجموعة من التعيينات صادق عليها العاهل المغربي للعديد من المناصب المرتبطة بمؤسسات الدولة.

غير أن تعيين جمالي في هذا المنصب "الحساس" على مستوى الأمن الاجتماعي للدولة، أحاطت به الكثير من التفاصيل التي سبقت اتخاذه، وهي تفاصيل حامت حولها الكثير من علامات الاستفهام، وكانت محل أخذ ورد، قبل إخراج القرار إلى العلن.

ووفق معطيات حصلت عليها "الصحيفة "من مصادر متطابقة، عمل رئيس الحكومة عزيز أخنوش، وعلى مدار شهور طويلة، على تقديم جمالي التي شغلت منصب سكرتيرته العامة في رئاسة الحكومة ما بين 2021 و2024، إلى الديوان الملكي على أنها "كفاءة" تستحق أن تنال فرصتها لإدارة أهم الوكالات الاجتماعية في المملكة، وهي الوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي التي يُسند إليها مسؤولية الدعم المباشرة الذي تقدمه الدولة للمحتاجين والفقراء.

حساسية هذا المنصب، الذي يعرفه أخنوش بشكل جيد، تكمن في أن من يديره يُحدد مسار صرف الإعانات للمستفيدين من الفقراء، والتحقق من صحة معطياتهم، كما تتولى الوكالة الحسم في من يستحقون هذه الإعانات، وتتكلف بالبحث في الملفات، وإعداد المعطيات الإحصائية الخاصة بالفئات المستفيدة من النظام الاجتماعي.

وفاء جمالي التي عُيّنت مديرة عامة للوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي والتي جلبها أخنوش من مجموعته "أكوا القابضة" ليقلدها العديد من المناصب كان آخرها سكرتيرة عامة لرئيس الحكومة

بصيغة أكثر دقة، سيكون بإمكان الشخص الذي يرأس هذه الوكالة أن يتحكم، "وفق ضوابط معينة"، في مصير ملايين فقراء المغرب، وفي من يستحقون الدعم ومن لا يستحقونه، وهل سيُصرف لهم هذا الدعم أم سَيُحرمون منه، كما توضع بين أيدي من يدير هذه الوكالة قاعدة بيانات ضخمة للمناطق الأكثر هشاشة في المملكة، والعائلات أو الأفراد الأكثر فقرا ممن يُمكن استهدافهم، بدعم مالي.

لهذا، "طُبخ طبق" تقديم وفاء جمالي للديوان الملكي على نار هادئة على حد توصيف إحدى مصادرنا، وكان الرهان على حصولها على منصب مديرة عامة للوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي "تحدٍ كبيرا" بالنسبة لأخنوش، الذي طالما كانت جمالي "عُلبة أسراره" منذ أن اشتغلت مسؤولة التخطيط الاستراتيجي في مجموعته الخاصة "أكوا القابضة" ما بين 2010 و2014، قادمة من بنك الأعمال (BMCE Capital Conseil) الذي عملت فيه ما بين 2007 إلى 2010، قبل أن يُعينها أخنوش مستشارة له بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه الغابات، ما بين 2014 و2017، ثم مديرة ديوانه في حزب التجمع الوطني للأحرار ما بين سنة 2016 و2021.

وطيلة هذه المدة، كانت جمالي صِلة الوصل بين العديد من المؤسسات الإعلامية وبين أخنوش في مناصبه المختلفة، سواء فيما يخص مجموعته الخاصة "أكوا" القابضة، أو كل ما يتعلق بحزب التجمع الوطني للأحرار الذي يترأسه منذ 2016، أو وزارة الفلاحة والصيد البحري التي عمّر فيها لمدة 14 سنة من 2007 إلى2021، وكذا رئاسته للحكومة منذ 2021.

وكانت "المهمة المقدسة" لوفاء جمالي، حسب مصادر "الصحيفة"، هي رَسم توازنات ظهور أخنوش بدون أيّ خدوش في الإعلام المغربي، ولعبت هذا الدور وراء الكواليس في حين تكفلت مستشارة أخنوش في الإعلام والتواصل، إشراق مُبسط، بوضع التفاصيل على الطاولة، في تبادل للأدوار لتلميع صورة أغنى رجل في المملكة بثروة تبلغ 1,7 مليار دولار حسب آخر تقرير لمجلة "فوربس" الأمريكية.

وقبل إعلان تعيين جمالي بتاريخ 19 أكتوبر الجاري، مُديرة عامة للوكالة الوطنية للدعم الاجتماعي، كان أخنوش يعيد ترتيب أوراق مستشاريه وديوانه في رئاسة الحكومة، حيث أقدم قبل شهر على إنهاء مهام وفاء جمالي من منصب سكرتيرته العامة في رئاسة الحكومة، بعد أن شغلته منذ سنة 2021، وذلك من أجل فسح المجال لتعيينها في المنصب الجديد، وكذلك كان.

هذا في الوقت الذي تشير فيه المعطيات إلى أن أخنوش أعاد إلى محيطه المقرب مستشارته السابقة في الإعلام والتواصل المكلفة بالصحافة، إشراق مبسط، التي غادرت ديوان رئاسة الحكومة سنة 2022 بعد أن اشتغلت مع أخنوش لمدة 14 سنة، وأدارت "حملة المقاطعة" التي استهدفت شركته "إفريقيا غاز" سنة 2018 بـ"فشل مُروع"، أَثر على "نفوذها" في وسائل الإعلام، وعلى قيمتها عند أخنوش في تدبير أصعب أزماته السياسية والاقتصادية التي ضربت صورته ومجموعته المالية، ومسّت ثروته الخاصة.

إشراق مبسط رفقة عزيز أخنوش والتي سبق أن اشتغلت معه لمدة 14 سنة مُستشارة بوزارة الفلاحة والصيد البحري ثم مستشارة بديوانه في رئاسة الحكومة

  انعكاسات هذا "الفشل" في احتواء الخسائر التي تعرض لها أخنوش، دفعت إشراق مبسط لأن تبحث عن فرص خارج محيطه الضيق، وهو ما كان حينما قررت مغادرة ديوان رئاسة الحكومة سنة 2022، لتؤسس مكتب "اللوبيينغ" (P.A Bridge).

لكن هذا الابتعاد، وفق معطيات "الصحيفة"، كان الهدف منه تفادي الضغط والأضواء التي كانت تسلط عليها بقوة، وسيتضح ذلك بشكل أوضح حينما اشتغل مكتب "اللوبيينغ" الذي بنت مهامه، بشكل رئيسي، على تحسين صورة أخنوش عند الرأي العام، قبل أن يتم تعيينها مديرة عامة، ومدير نشر لمجلتي "Femmes Du Maroc" و"Maisons Du Maroc" التابعتين لمجموعة "Caractères Media Group"، وهي الذراع الإعلامي لأخنوش عبر مجموعته العائلية "أكوا هولدينغ".

هكذا، إذن، تم تبادل الأدوار بين وفاء جمالي، وبين إشراق مبسط، بـ"هندسةِ دَفعٍ" أدارها عزيز أخنوش مع "حمائم" مُقربة منه لتولي مَناصب عمومية رفيعة، وترشيح بعض هاته "الحمائم" لتولي مناصب حساسة في وكالات تابعة للدولة تشرف على مصير الملايين من فقراء المغرب، مع كل ما يحيط بذلك من توجس سياسي عند العديد من الأحزاب حول وجود تضارب للمصالح واستغلال للمواقع، قد يجعل مناصب تابعة للدولة تصبح في خدمة أجندات أشخاص أو أحزاب بعينها.

هل سيغير قرار محكمة العدل الأوروبية من واقع ملف الصحراء؟

قضت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي بـ" بإبطال" اتفاقين تجاريين يتعلقان بالفلاحة والصيد البحري بين الرباط والاتحاد الأوروبي بشكل نهائي. المحكمة التي يوجد مقرها بلوكسمبورغ وتسهر على "تطبيق" قانون الاتحاد الأوروبي ...

استطلاع رأي

كمغربي أو مقيم في المغرب، هل تشعر أن ارتفاع الأسعار ونسبة التضخم أثرت على:

Loading...